07/04/2008

'المينانجيت' يفتك بطفلة في عين مديونة


علمت "المغربية" أن داء التهاب السحايا "المينانجيت، أودى، الخميس الماضي، بحياة طفلة في منطقة عين مديونة، 25 كيلومترا إلى الشرق من مدينة تاونات،
إذ كشف مصدر طبي مطلع أن طفلة في شهرها 28 فارقت الحياة وهي في طريقها إلى مستشفى الغساني في فاس، بعدما استدعى وضعها الصحي الحرج نقلها على وجه السرعة إلى المستشفى قصد العلاج.وأكد المصدر نفسه أن عائلة الضحية لم تفطن لتدهور صحة فلذة كبدها إلا بعدما أصيبت بأعراض متقدمة نتج عنها طفح جلدي وارتفاع شديد في درجة حرارة الجسم، مصحوبا بانقباض عضلاته، ما تعذر معه تشخيص وعلاج ناجع لإنقاد الضحية بإحدى المؤسسات الصحية. وأوضح المصدر ذاته أن تدهور الحالة الصحية للطفلة جراء إصابتها بفيروس بكتيري استدعى نقلها إلى مستشفى الغساني على الساعة الثالثة صبيحة الخميس الماضي، غير أن خطورة الإصابة عجلت بمصرع الطفلة متأثرة بأعراض الداء في طريقها للخضوع لتشخيص طبي بمستشفى الغساني.وذكر أن داء التهاب السحايا فتك بمنطقة عين مديونة في حالة مماثلة، نهاية شهر فبراير المنصرم، بطفلة لا يتعدى عمرها أربع سنوات، مبرزا أن جهل الأسر في تلك المنطقة النائية بخطورة الداء وأعراضه، يؤخر عملية الكشف والتشخيص ما يجعل معه الوضع أكثر تعقيدا في إنقاذ حياة الأطفال المصابين بهذا الداء.واعتبر أن الأسر القروية بالمنطقة في حاجة لعمليات تلقيح وتحسيس واسعة للحيلولة دون سقوط المزيد من الأرواح في صفوف أطفال المنطقة.وكان التهاب السحايا أودى قبل شهور في قرية فناسة بالمنطقة داتها بحياة تلميذة لا يتعدى عمرها ست سنوات، وتلميذ في ربيعه الثاني عشر، ما أثار قلقا في أوساط سكان القرية استدعى حينها من المصالح الصحية في إقليم تاونات إلى إجراء تلقيحات ضد داء "المينانجيت" شملت 56 شخصا، 35 منهم يتحدرون من فناسة بعين مديونة، ضمنهم 25 طفلا وطفلة.من جهة أخرى، أوضح مصدر طبي لـ "المغربية" أنه يجري سنويا تسجيل حالات كلينيكية غير قاتلة، وأن مسألة التحسيس والتوعية بهذا الداء تستدعي انخراط الجميع في الكشف عنه قبل تطوره واستفحاله، مشيرا في الآن ذاته إلى أن التلقيحات المضادة لداء التهاب السحايا جد مكلفة وباهضة، ما يجعل توسيع عمليات التلقيح مسألة جد مستحيلة، ويصعب بذلك تلقيح أعداد كبيرة من الأطفال بقرى ومراكز الاقليم. ويعد داء المينانجيت، استنادا إلى بلاغ للمنظمة العالمية للصحة، مرضا قاتلا يصيب الأطفال بالأساس، وأعراضه مقرونة بارتفاع درجة حرارة الجسم وحدوث آلام بالرأس والدوران. وسجلت المنظمة أن نصف حالات المصابين يلقون حتفهم، وأن العلاج يصبح مستعصيا في المراحل المتطورة من الإصابة بالداء، ما يجعل الموت محققا بنسبة 10 في المائة من المصابين، في حين يتعرض من يظل على قيد الحياة للإصابة بالصمم واختلالات عقلية خطيرة ومزمنة.

Aucun commentaire: