07/04/2008

الجمعية المحلية للتعاون والتنمية الاجتماعية بجماعة بوهودة- تاونات الأولوية للثقافة والتربية على المواطنة


التعاون والتنمية الاجتماعية مبدآن أساسيان في حياة جمعية أرادت تكريس مجهودها الجمعوي التطوعي في التنمية المحلية لقرية بوهودة باقليم تاونات.

ولهذا الغرض وأهداف أخرى، تأسست الجمعية المحلية للتعاون والتنمية الاجتماعية بجماعة بوهودة، في آواخر سنة 2000. كل همها النهوض بمستوى السكان ومساعدتهم على تجاوز وتحدي المشاكل التي تعترض تنميتهم.يقول مبارك الشنتوفي، نائب رئيس الجمعية: "نلمس إرادة كبيرة لأبنائنا في المنطقة، لكن هناك معيقات قررنا تجاوزها باعتماد الطاقات المتوفرة وعدم ادخار أي جهد لمساعدتهم على الخروج من دائرة التهميش وعلى خلق الثقة لديهم في مؤهلاتهم من أجل المساهمة في التنمية المحلية". سكان جماعة بوهودة القروية يعتمدون على الفلاحة بالأساس، لكن تضررت محاصيل الزيتون والفواكه في السنوات الأخيرة بفعل الجفاف و جفاف الآبار، ما جعل المنطقة تعرف ندرة في المياه وخاصة مياه الشرب. ولمواجهة هذا الأمر عملت الجمعية على جلب الماء بواسطة شاحنة صهريج من عين بوعادل إلى الدواوير المعنية." فالجماعة لم تنعم بالكهرباء إلا قبل سنوات قليلة في حين ما زالت تعاني ندرة المياه". يشرح مبارك الشنتوفي، مشيرا إلى مبادرة الجمعية في إصلاح وإنشاء منابع مياه، منذ 2004، في شراكة مع وكالة التنمية الاجتماعية، وهو ما استفادت منه 100 أسرة. كما بادرت الجمعية، برسم 2005/2006 ، إلى الاهتمام بالتشجير مستهدفة زرع أشجار الزيتون والمشاتل، بتعاون مع برنامج التنمية القروية والاتحاد الأوروبي. وإذا كانت اهتمامات الجمعية اجتماعية واقتصادية، في محاولة لإخراج السكان من دائرة التهميش، فالرهان الأكبر هو الثقافة التي تجعل منها قطب الرحى "عبر خلق نقطة للقراءة هي عبارة عن مكتبة نفتخر بكونها أكبر مكتبة في العالم القروي، تضم 8000 كتاب، بتعاون مع المعهد الفرنسي بالرباط، وبفضل إمكانيات خاصة للجمعية" وتسعى الجمعية من خلال نقطة القراءة هذه، إلى تعميم الاستفادة للأطفال الذين تخصص لهم 80 في المائة من المؤلفات، وحتى للنساء اللواتي خصصت لهن عدة روايات تنمي خيالهن وتصالحهن مع الكتاب. وتحصي الجمعية حوالي 800 مستفيد، قرأوا ما بين 60 إلى 300 كتاب أو أكثر حتى الآن. " هذا المشروع جذب بالفعل العديد من المهتمين من أبناء المنطقة، وكل يوم يزداد عددهم، ويلتهمون كتب الفرنسية والعربية والقصص المصورة.. لكن نفخر أكثر كون مشروعنا هذا الذي قدم في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، قوبل بكثير من الترحاب إلى درجة أن عامل المدينة دعا الجمعيات الأخرى إلى تبني مثل هذه المبادرة" يشرح الشنتوفي.وتعززت الجمعية برصيد من 75 ألف درهم لاقتناء أجمل ما يوجد من الكتب، ويتحمل نائب الرئيس مسؤولية انتقاء الكتب في الأدب والرواية، والمراجع الدراسية المتعلقة بالرياضيات أوالنحو والتركيب اللغوي الفرنسي، والمعاجم، الأكثر إفادة والأكثر متعة للقراء وللتلاميذ، مع حرص الجمعية على تقديم التجهيزات الملائمة ومن مستوى جيد للمستفيدين. فبالإضافة إلى الكتب جلبت الجمعية إلى المكتبة آلة فيديو عاكسة، وشاشة لعرض الأفلام التربوية والثقافية. " إننا نطمح أن نجعل الكتاب متداولا بشكل أكبر بين سكان المنطقة، لأننا نعي جيدا أن المعرفة هي أساس التنمية".المكتبة تحتوي أيضا على كتب قانونية، وأخرى تتعلق بأوضاع المرأة ومنشورات مركز التوثيق التابع للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، ودليل محاربة الرشوة، كما وزعت الجمعية 300 نسخة من سفر الألفية الذي أنتجته الوكالة الأمم المتحدة للتنمية."لكن نطمح إلى تأسيس أكثر من نقطة للقراءة، بكل من غفساي وبني بربر وأيتشتوم وأوجكال وظهارمكو".ويأتي الاحتفال باليوم العالمي للكتاب، يوم 23 أبريل من كل سنة، ليكرس البعد الثقافي والمعرفي للجمعية، بحيث لن يمر دون إشراك التلاميذ من الأطفال والشباب في الاحتفال به، فقد حل ضيفا على الجمعية، السنة الماضية أحمد الشراط، أستاذ علم الاجتماع ليحسس بأهمية القراءة والكتاب بالمغرب، في حين سيكون احتفال هذه السنة، متميزا بتنظيم الجمعية معرضا يحضره الناشرون والمؤلفون، وورشات لكتابة القصة القصيرة والحكي "وهو المعرض الذي نريده الأول من نوعه في المغرب، خاصة وأننا حصلنا على موافقة السلطات المحلية المبدئية التي ستساهم معنا في تحقيق هذا الهدف".ودائما تحفيزا للقراءة، استدعى المعهد الفرنسي بطنجة عددا من أبناء الجمعية، من تلاميذ إعدادية بوهودة، لحضور معرض طنجة للكتاب الذي نظم ما بين 28 و29 مارس الماضي" هؤلاء التلاميذ ساهموا بفعالية في ورشات الخط العربي و صناعة الورق وتسفير الكتب، وكانوا محط إعجاب الجميع، فنحن نعمل دائما من أجل خلق حاسة الإبداع لديهم والدفع بهم إلى الأمام. فكانت رحلة ثقافية بامتياز زاروا فيها بعض المواقع الأثرية".التربية على المواطنة وحقوق الإنسان، انشغال رئيسي للجمعية وتحرص على أن يتشبع التلاميذ بمبادئهما. فكان ميلاد نادي للتربية على المواطنة وحقوق الانسان، السنة الماضية، يهدف التكوين والتحسيس، وقد استفاد من دوراته أربعة أفواج حتى الآن، تضم ما بين 12 إلى 15 فردا، يتلقون خلاله دروسا حول اتفاقية حقوق الطفل وتقنيات محاربة الرشوة، ووزع على المستفيدين آنذاك دليل محاربة الرشوة الذي أصدرته جمعية ترانسبارنسي بشراكة مع وزارة التربية الوطنية.وإيمانا بالشباب ودوره في التنمية، شاركت الجمعية في ورشة النقاش حول "الحوار الشبابي من أجل المغرب الممكن" بفوجين من 60 شابا ناقشوا بكل جرأة قضايا الساعة، وخلصوا إلى مقترحات قدمت لمنتدى المواطنة المنظم للورشات، فيما شارك طفلان من الجمعية في الملتقى الذي نظم في نوفمبر 2007 ببوزنيقة، حول الموضوع نفسه "كنا فخورين بهما لأن مساهمتهم كانت فعالة ومثيرة للاهتمام، الشيء الذي يعطينا الثقة في أطفال وشباب منطقتنا، وفي عملنا من أجل تكوينهم وتحسيسهم بالرهانات المطروحة في عالمهم المعاصر" يقول الشنتوفي.وتشجع الجمعية الاجتهاد المدرسي، وفي هذا الإطار، تنظم كل سنة حفلات توزيع الجوائز على المتفوقين دراسيا، وكانت 150 جائزة، خلال السنة الماضية، من نصيب تلاميذ ابتدائية إمام مالك وأولاد حسين وإعدادية بوهودة.الاحتفالات بالأيام العالمية هي جزء من التأطير الذي يمكن الأطفال والتلاميذ من تنمية مداركهم وتحسيسهم بقضايا الساعة.. وفي إطار نادي التربية على المواطنة واحتفالا باليوم العالمي لحقوق الإنسان، قرأ التلاميذ 30 بندا للإعلان العالمي لحقوق الإنسان.أما اليوم العالمي للمرأة، فتميز بتنظيم احتفال حضره أزيد من 300 فردا، 70 في المائة منهم من النساء والفتيات، وتعرفوا خلاله على بنود مدونة الأسرة، عبر قراءة بعض من بنودها، وعلى تاريخ الحركة النسوية والتحولات الدستورية..إذا كان رهان الجمعية هو المعرفة وطلب العلم، كآلية لضمان الاستمرارية للإنسان، وتحسين وضعيته، فإن أنشطتها لا تخلو من خدمات اجتماعية واقتصادية تهم النساء بالأساس. ومنذ سنة 2001، وضعت برنامجا لتعليم النساء الطرز والخياطة، وقد استفادت 200 امرأة من هذا التكوين الذي تشرف عليه معلمتان للطرز التقليدي، بمقتضى اتفاقية شراكة مع كتابة الدولة المكلفة بالأسرة والطفولة السابقة.في حين انطلق برنامج محو الأمية، برسم موسم 2003/2004، والتربية غير النظامية بشراكة مع كتابة الدولة لمحاربة الأمية." لقد كنا من أولى الجمعيات التي ساهمت في عملية "نور"، وكانت البداية بـ 2098 فردا، من الدواوير النائية مثل بني بربر وظهارمكو وأوجكال والقلعة" واعتمدت الجمعية في هذه العملية على مكونين من حملة شهادة الباكالوريا أو الإجازة.وفي موسم 2006- 2007، توسعت العملية لتتجاوز جماعة بوهودة إلى عين مديونة وتيسة.أما في ما يخص تمدرس الأطفال في إطار التربية غير النظامية، استفاد 125 طفلا، من 9 إلى 15 سنة، برسم 2004/2005، في إطار شراكة ما بين وزارتي التربية غير النظامية والتربية الوطنية ووكالة التنمية الاسبانية.. واستفاد منها مكونين من المعطلين المجازين من ظهارمكو. يقول الشنتوفي:"اليوم وصلنا السنة الرابعة، وجرى، طيلة هذه الفترة، دمج 23 طفل في النظام التعليم العادي، ما يحفزنا على إيلاء أهمية أكبر للتربية غير النظامية".وتحظى الإعلاميات بنصيب من الأهمية في برامج الجمعية، وبذلك وضعت سنة 2004، برنامجا لتعلم التقنيات الأولية للإعلاميات، بشراكة مع وزارة التنمية الاجتماعية، وهمّ الشطر الأول منه اقتناء 12 حاسوبا، لينطلق العمل بها برسم موسم 2005/2006، واستفاد منها 200 فردا من التلاميذ والأساتذة والمعطلين، تحت إشراف تقني متمرس "لقد قدمنا شهادات التكوين للمستفيدين، لكننا نأسف لكون هؤلاء لا يواصلون تكوينهم في هذا الاتجاه، رغم أن قاعة المعلوميات مفتوحة في وجه الجميع".تقدم الجمعية دروسا في الدعم في الرياضيات واللغة الفرنسية والانجليزية لتلاميذ إعدادية بوهودة. "هذه الدروس كانت لها آثار إيجابية على التلاميذ الذين بدأوا يحصلون نقط جيدة في هذه المواد".تتميز الجمعية المغربية للتعاون والتنمية الاجتماعية باستقلاليتها عن أي جهة سواء حكومية أو حزبية " فنحن أسرة قبل كل شيء تحكمنا روابط اجتماعية ورهانات التنمية وكذا المصلحة العامة، مصلحة أبناء المنطقة قبل كل شيء الذين نرى فيهم الخلف المسؤول عن تنمية المنطقة.."

مبارك الحسين
لم يتردد الأخوان الحسين ومبارك الشنتوفي، لحظة في تأسيس جمعية تعود بالنفع على أبناء منطقتهم وتعيد النظر في وضعية التهميش التي تعانيها جماعة بوهودة كجماعة قروية نائية ولها من المشاكل ما يعيق تنميتها وتأهيلها اجتماعيا واقتصاديا.فالأول، رئيس الجمعية، وأستاذ الرياضيات، يعي حقا مكانة التعلم والتمدرس في حياة الإنسان، والثاني، متصرف ممتاز سابق بوزارة الشبيبة والرياضة، متشبع بالأفكار التقدمية والديمقراطية وشغوف بالكتاب والأدب الغربي والمشرقي، أراد أن يوظف نضاله في العمل الجمعوي إيمانا منه بما يمكن أن يقدمه إلى عموم الناس بروح من التطوع ونكران الذات، وبعيدا عن الشعارات، يخبران الظروف المعيشية للمنطقة والمشاكل التي تعيشها فلم يجدا أفضل ما يقدمانه للأطفال والشباب، من الثقافة والمعرفة، فوجدا في اللقاءات الفكرية والاحتفالات بالأيام العالمية والتوعية بحقوق الإنسان والتربية على المواطنة، ودروس الدعم والتقوية، وباختصار وجدا في العلم والمعرفة والثقافة وسائل فعالة للنهوض بمستوى السكان، وولوج عالم الحداثة ومواجهة تحديات العولمة.بالنسبة إلى مبارك الشنتوفي، الأمل معقود على العمل على خلق جيل جمعوي يعبر حقيقة عن هموم وتطلعات الناس، ويتخوف من "شخصنة" العمل الجمعوي، الذي يريده عملا تطوعيا مسخرا لخدمة التنمية وخدمة المحتاجين في أي مجال، لأنه يؤمن بتحسين الوضعية عن طريق المعرفة وإشعار السكان، الذين عاشوا على الرتابة، بأهميتها، ومواجهة مشاكل الشباب بفتح الجمعية في وجه الجميع دون استثناء أملا في تجنيبهم الانحرافات التي تهددهم دون تشكيل أي وصاية عليهم

الجمعية المحلية للتعاون والتنمية الاجتماعية مركز بوهودة للثقافة والتنمية
العنوان: دوار شرفاء بوهودة جماعة بوهودة تاونات
الهاتف: 064471978
الفاكس: 73 88 72 037
البريد الإلكتروني: alcds20012000@yahoo.fr

Aucun commentaire: