23/02/2010

Warning : Glissement de terre à Taounate

15/02/2010

اللي زرع الكيف ما يظلم غير راسو

"الأشخاص الذين يزرعون الكيف يعرضون أنفسهم للمتابعة القضائية، والمحاربة ستستمر طيلة السنة، من وقت الحرث حتى وقت الحصاد، باستعمال جميع الوسائل المشروعة".
هذه تحذيرات ما فتئت ترددها السلطات الإقليمية بتاونات عند كل سوق أسبوعي، في دائرتي تاونات وغفساي، اعتمادا على مكبر الصوت وتوزيع منشورات تحسيسية، قصد توعية السكان بتبعات الاتجار في ما تصطلح عليه السلطات بـ"القنب الهندي"، وما يعرف لدى السكان بـ"العشبة" أو "الكيف".

"اللي زرع الكيف، راه كيظلم غير راسو..."، هكذا تحذر السلطات بتاونات، أسبوعيا، السكان، في حملة تهدف إلى التحسيس بمخاطر "القنب الهندي".

بعض السكان يرون في "تجارة العشبة" مجالا لانحرافات أخلاقية، وعوامل تقود إلى تشتيت شمل الأسر، ومؤثرات سلبية على البيئة، والبعض الآخر يجدها "شرا لا بد منه"، إيمانا بفكرة "رب ضارة نافعة"، فيؤكدون أن "غياب البديل أقوى من التخمين في العواقب".

وحينما تسهر السلطات المحلية، والدرك الملكي، والقوات المساعدة، ومصلحة المياه والغابات، على تحسيس السكان بمخاطر "الكيف"، وليس هناك من مستجيب (بين مزارعي ومستهلكي القنب الهندي)، تلجأ إلى زجر من تصفهم بـ"المخربين للمجتمع"، من خلال متابعات قضائية، تختلف عقوبتها حسب نوع الجرم، بين الزراعة، والترويج، والاتجار، وتنكب على إتلاف هذه المزروعات، باستعمال المبيدات، لتكون النتيجة، خلال السنوات الأخيرة، تقليص مساحات زراعة "القنب الهندي" في بعض المناطق التابعة لإقليم تاونات، حسب إفادات بعض الجهات المعنية.

وهناك مواطنون مبحوث عنهم، وآخرون يقضون عقوبات حبسية، نتيجة التجارة في "القنب الهندي"، وفق ما أكدته السلطات المحلية لـ"المغربية"، مقابل التشجيع والتحفيز على "الزراعة النافعة"، التي تقول السلطات إن الدولة تدعمها ماديا وتقنيا.

وبينما يرى بعض المواطنين أن "الحشيش خلق هوة في المجتمع التاوناتي"، ويقولون إن "تجارة العشبة خلقت الطمع والهيف في الناس"، ارتأت السلطات الإقليمية خلق دينامية محلية للمجتمع، بالدعم والتكوين في الأنشطة المدرة للدخل، بتعاون مع عدد من الجمعيات والتعاونيات، من أجل تعبئة السكان لما فيه منفعة عامة، وتسخير المعطيات الطبيعية، التي يزخر به الإقليم، بإيعاز من عمالة تاونات، حسب عبد الرحيم الوالي، المكلف بالتواصل بقسم العمل الاجتماعي، بإقليم تاونات.

وقال خالد العسري، رئيس قسم العمل الاجتماعي بالإقليم، إن "هناك سعيا حثيثا بتثمين المنتوجات الفلاحية، وتشجيع الإنتاج المحلي، بتأطير من أساتذة باحثين.

من جهته، ذكر حميد الحزري، مندوب التعاون الوطني بإقليم تاونات، أن "الإقليم يشهد قفزة نوعية في إحداث مؤسسات للرعاية الاجتماعية، تهم دار الطالبة ودار الطالب، و18 مؤسسة مشغلة، و4 مؤسسات في طور الافتتاح، و14 مؤسسة في طور البناء، ومؤسستين مبرمجتين، إضافة إلى مراكز التكوين غير النظامي، ورياض الأطفال".

في السياق نفسه، قال عبد المجيد أيت هموري، النائب الإقليمي لوزارة الشبيبة والرياضة بتاونات، إن هناك "سبع دور شباب مشغلة، و3 دور شباب في طور الافتتاح، إضافة إلى مسابح، ومركبات سوسيو رياضية، لتسهيل الولوج إلى الخدمات الاجتماعية والرياضية بالإقليم، بدعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية".

وعن المجتمع المدني، يقول محمد السطي، رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بتاونات، إن "هناك من المحفزات ما يكفي داخل الإقليم ، للإقلاع عن التعاطي لزارعة القنب الهندي، بدل الإذعان لها".

www.almaghribia.ma

تاونات تتلمس طريق التنمية دون تحقيق الاكتفاء

تقول السلطات الإقليمية إن إقليم تاونات شهد تنمية ملحوظة، خلال السنوات الأخيرة، بفضل تضافر جهود القائمين على الشأن المحلي.
مع الإشارة إلى أن ذلك لا يعني تحقيق الاكتفاء الذاتي للإقليم، خاصة أنه ذو خصائص فلاحية تتطلب استثمارا يرفع قيمة المنتوج المحلي، بما يخدم ويلبي احتياجات سكان المنطقة.

وأعربت السلطات الإقليمية عن تفاؤلها بوتيرة التغيير داخل الإقليم، التي وصفتها، في تصريحات لـ"المغربية"، بـ"السريعة والإيجابية"، مؤكدة أن البرامج التنموية المسطرة تنجز وفق دراسة ميدانية، بتشارك مع جميع القطاعات، سعيا إلى تنمية اجتماعية متماسكة، سواء تعلق الأمر بالإنتاج الفلاحي، أو مجالات الاستثمار في المنتوج المحلي.

وأكد حميد الحزري، المندوب الإقليمي للتعاون الوطني، لـ"المغربية"، أن "هناك انكبابا قويا على إنشاء مؤسسات اجتماعية تخدم سكان الإقليم، إذ هناك 44 مؤسسة للرعاية الاجتماعية، سواء المشغلة منها، أو التي في طور الافتتاح، مقابل ألف و367 مستفيدا، إلى جانب مراكز التربية والتكوين، ورياض للأطفال، 7 منها مشغلة و4 في طور الاشتغال"، مشيرا إلى أن "التعاون الوطني بالإقليم يحرص على تعبئة الجمعيات والتعاونيات، لإشراك السكان في التنمية المحلية".

كما ذكر عبد الرحيم الوالي، المكلف بالتواصل بقسم العمل الاجتماعي بتاونات، أن "عمالة الإقليم صارمة في مراقبة سيرورة اشتغال القائمين على الشأن المحلي، بما فيه التحفيز على الرفع من تنمية الإقليم، إلى جانب تقديم خدمات للسكان، قصد إشراكهم في العمل الجمعوي، خاصة المتعلق بتسخير المنتوجات المحلية المدرة للدخل".

في الإطار ذاته، أفاد خالد العسري، رئيس قسم العمل الاجتماعي بالإقليم، أن "السكان واعون بأهمية المساهمة في التنمية الاجتماعية، من خلال الانخراط في الجمعيات، وتسويق المنتوجات المحلية، كالأعشاب الطبية والزيوت، بإشراف أساتذة باحثين".

وقال عبد المجيد أيت هموري، النائب الإقليمي لوزارة الشبيبة والرياضة بتاونات، إن "تسهيل ولوج الخدمات الاجتماعية والرياضية بالإقليم، من شأنه أن يسد الثغرات في واقع السكان وسط الإقليم، وهناك مشاريع للتأهيل الحضري، تهم إحداث وتجهيز ملاعب رياضية، ودور شباب، وأندية نسوية، وقاعات مغطاة، ومخيمات أطفال، في ظل مقاربة تشاركية، تساعد على تخطي عراقيل تطور تاونات، باعتباره إقليما ذا طبيعة قروية، وبمساحة شاسعة".

وفي مجال الصحة، شدد أحمد أوديش، مندوب وزارة الصحة بتاونات، التأكيد على أن "الإقليم يشهد تحسنا في قطاع الصحة، إذ هناك مستشفى إقليمي، ومستشفى محلي (الحسن الثاني)، و4 مراكز صحية حضرية، و14 مركزا صحيا جماعيا، مع دار للولادة، و33 مركزا صحيا جماعيا، و25 مستوصفا، ومندوبية قطاع الصحة".

وأضاف أن "هذه المرافق يشرف عليها 72 طبيبا عاما، و17 طبيبا اختصاصيا، وحوالي 280 طاقما طبيا، ما يعني أن هاجس تفعيل الخدمات الصحية بالإقليم، حاضر بقوة، وإن كانت هناك إكراهات". وقال إن "مجانية توزيع الأدوية على المرضى أهم ما يميز قطاع الصحة بالإقليم، في ظل اعتماد استراتيجية تقلص عدد الوفيات، خاصة لدى النساء الحوامل".

من جانب المجتمع المدني، ذكر محمد السطي، رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بتاونات، أن "المجتمع المدني لتاونات أصبح واعيا على نحو كبير بحقوقه ومسؤولياته، ما دفع السكان، في كثير من المواقف، إلى التعبير عن احتياجاتهم، قصد إشراكهم والأخذ برأيهم، تحقيقا لمنفعة عامة، وتشجيعهم على الاستثمار في الزراعة النافعة للإقليم".
www.almaghribia.ma