25/06/2010

تيسة .. المدينة المنسية

استغرب سكان مدينة تيسة، ضواحي تاونات، من الإبقاء على هذه الأخيرة في وضع يشبه "المدينة المغضوب عليها"، بينما يتخبطون في جملة مشاكل اجتماعية واقتصادية وإنسانية لا حل لها

إذ لم يتدخل المسؤولون على نحو جدي للنهوض بالمدينة، والتدقيق في مكامن الخلل التي تجعل السكان يغرقون في متاهات التهميش والإقصاء والضجر من فراغ مهول، غالبا ما يؤدي إلى الانحراف والإجرام.

حينما أيقن سكان مدينة تيسة أن واقعهم الاجتماعي لا يتحسن، بل يتراجع نحو الأسوأ، خرجوا محتجين، غاضبين، ضد ما وصفوه بـ"الحكرة والتمييز"، مطالبين بـ"المسؤولية والحزم في تدبير الشأن المحلي، وكذا خدمة السكان باعتبارهم مواطنين لهم حقوق"، في تأكيد منهم أن "واقع المدينة المزري، يشهد على نفسه ويثبت أنها مدينة منسية، وكل المشاريع التي برمجت لتنميتها لم تنفذ، ولم يلمسها السكان على أرض الواقع، ماداموا يجترون المشاكل نفسها كل سنة".

من جهته، صرح لطفي مقدمين، منسق اللجنة المحلية التابعة لـ"الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، فرع تاونات"، لـ"المغربية"، أن "السكان بمدينة تيسة سئموا أوضاعهم المتردية، التي لا تزيدهم إلا اختناقا، إلى حد تبين لهم أنهم لن يكرموا حتى في مماتهم، مادام موتاهم لا يجدون حتى المقابر ليدفنوا فيها"، موضحا ذلك بالقول إن "تيسة تفتقر إلى مقبرة تسمح بدفن عدد كبير من الموتى دونما قلع القبور السابقة الاستعمال، وليس المشكل في غياب المساحة، بل المشكل الحقيقي في عدم إعطاء أهمية لهذا الفضاء، والاستهانة بالموتى، الذين لا يمر على دفنهم وقت طويل حتى تجمع عظامهم ويدفن آخرون في مكانهم".

وأضاف لطفي مقدمين أن "السكان لم يعد بإمكانهم تحمل وقبول ارتفاع فاتورة الكهرباء غير المنطقية، التي يجبرون على دفعها، في غياب عداد يحسم في حجم الاستهلاك، إلى جانب اضطرارهم إلى استهلاك ماء تطغى عليه الملوحة، دون أن تتخذ التدابير الكافية لتصفيته وتجنب تبعاته الصحية"، مجددا التأكيد أن "سكان تيسة يعيشون هذه المعاناة باستمرار، وتزداد حدة في فصل الشتاء، إذ بمجرد ما تمطر السماء حتى تنقطع التيارات الكهربائية ويتضرر الحرفيون والمهنيون المعتمدون في عملهم على الكهرباء، في مقابل غياب الإنارة في بعض الدواوير والأماكن التي تجاور تيسة"، هذه المدينة التي قال عنها لطفي إنها" تفتقد إلى قنوات الصرف الصحي، والسكان اليوم يعيشون فوق بنية تحتية مهددة بمياه الواد الحار، التي يجهل السكان مكان صرفها".

خطر الماء

في إطار متابعة اللجنة المحلية، التابعة لـ"الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، فرع تاونات"، أصدر بيان يفيد أن وضعية مدينة تيسة في جميع القطاعات تستدعي تدخل المسؤولين وفق ما يعيد مكانتها التاريخية والاعتبارية، مطالبة، حسب بيانها، بـ"ضرورة إعادة النظر في موضوع غلاء الفاتورة، والانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، وعدم تزويد بعض الأحياء بالكهرباء مثل حي ملعب الخيل الكائن بحي الداخلة وحي سبع كدى، وتخليص سكان حي الجوابرة، والحي الإداري، وحي عين كرموس، من الملوحة الزائدة في الماء، التي تعرض سلامتهم الصحية للخطر، مع التأكيد على أهمية ربط تيسة بسد إدريس الأول، مرحليا، بمحطة عين لكدح".

كما أورد البيان أن "مدينة تيسة تفتقر إلى أرصفة مجهزة، وغياب مساجد مؤهلة لأداء الواجبات الدينية، إضافة إلى غياب مرافق اجتماعية ورياضية وثقافية تشجع السكان على التخفيف من وطأة القنوط والفراغ"، في إشارة إلى أن "مدينة تيسة أصبحت بحاجة ماسة إلى التعزيزات الأمنية والوقاية المدنية لردع المنحرفين والمجرمين، الذين يتزايدون بسبب سوء ظروفهم الاجتماعية والنفسية".
www.almaghribia.ma

Aucun commentaire: