20/07/2010

تاونات في قلب الحدث : قصة مغربي عذبه بومدين وأوفقير إثر كشفه لمخطط خلق البوليساريو


في سن الثمانين من عمره لا زال التاوناتي محمد البطيوي يتذكر بأدق التفاصيل مساره ومسيرته كأحد رواد جيش التحرير في المغرب وفي الجزائر، لقد شارك في ملاحم بطولية إلى جانب أشقائه من المقاومين المغاربة وإلى جانب إخوانه من المسلحين الجزائريين في لي ذراع المستعمر الفرنسي وقصم ظهره على صخرة الكبرياء وحب الوطنين المغرب والجزائر والدفاع عن شرفهما والتضحية من أجلهما بالروح وبالدم وبقوة الحديد والنار.

إنها لفعلا ملحمة مشرقة كتبها هذا التاوناتي بمداد من الفخر والاعتزاز، ملحمة تمتد فصولها على مساحة أرض المغرب والجزائر كجزء مشترك يراد نسيانه من تاريخ البلدين، ولكن التاريخ لا ينسى الرجال الأفذاذ ما دام هم من يصنعونه ومن يكتبونه ويسطرونه بحروف بالبنط العريض على مجلدات التاريخ المكتوبة بمداد من ذهب.

قائد بجيش التحرير الجزائري

"لقد توجهت عام 1956م ضمن قرابة مائة من عناصر جيش التحرير المغربي من مركز بوردود بمنطقة متيوة بإقليم تاونات صوب جبل العمور بالحدود المغربية الجزائرية الشرقية قبل الوصول إلى منطقة افلو بالجزائر حيث انخرطت ضمن صفوف جيش التحرير الجزائري" يحكي المقاوم محمد البطيوي عن البدايات الأولى لاتخاذه قرار التوجه نحو الجزائر للانخراط في جيش تحريرها وفي مقاومتها المسلحة، ويضيف البطيوي وهو يسرد كيف شارك في معركة ضارية بجبال افلو: "قضيت عامين هناك في فيافي الجبال بمعزل عن السكان لأجل مراقبة القوات الفرنسية بالمنطقة، حيث وقعت مواجهة عنيفة دارت بين جيش التحرير الجزائري وقوات فرنسية، مدعومة بطائرات و دبابات و قوات الحركيين، استشهد خلال هذه المعركة البعض من رفاقي المغاربة والجزائريين بساحة الشرف على أرض الجزائر".

بجبال افلو تقلد محمد البطيوي مهمة قائد خلية المقاومة المسلحة بمناطق افلو والغواط والجلفة، وكان محبوبا ومحترما من طرف كل عناصر هذه الخلية التي نفذت بفضل حنكته العسكرية في خوض حرب العصابات والمقاومة التي تمرس عليها بالمغرب، نفذت خليته بنجاح الكثير من العمليات العسكرية النوعية ضد المستعمر الفرنسي، وهي عمليات ساهمت في تقهقر القوات الاستعمارية واضطرتها إلى التخلي عن كثير من مواقعها لصالح خلايا جيش التحرير الجزائرية المدعومة من طرف عناصر مغربية.

بعد هذه المحطة انتقل محمد البطيوي إلى المنطقة العسكرية الخامسة التي تشمل بني اسمير وتانزارة و العمور، هنا سيصاب هذا المقاوم التاوناتي بجروح في يده اليسرى عقب خوضه ومشاركته خلايا جيش التحرير الجزائري في معركة حامية الوطيس ضد الجيش الفرنسي المدجج بأحدث الأسلحة، لكنه تمكن أن يفلت بجلده من أيادي الفرنسيين بفضل تمرسه على "الكر والفر" حيث نجا بأعجوبة من الاعتقال وعاد إلى قواعد خليته بجبال المنطقة.

ضابط بالجيش الشعبي الجزائري

بعد أن خرت القوات الاستعمارية الفرنسية أمام الضربات المتتالية لخلايا جيش التحرير الجزائري المدعومة بالخبرة و بعناصر مغربية أمثال التاوناتي محمد البطيوي، اضطرت فرنسا أن تعترف باستقلال الجزائر سنة 1962، حيث تم إلحاق محمد البطيوي بالجيش النظامي الجزائري و ترقيته إلى رتبة ضابط، لينقل حينها إلى منطقة كولمبشار على رأس كتيبة عسكرية قبل تعيينه بمنطقة السخونة و منطقة العبادلة.

"توجهت عام 1963 عبر مدينة جنيف السويسرية إلى مصر و قطاع غزة قصد استكمال تداريب عسكرية، قبل أن أعود إلى الكلية الحربية تشرشل بالجزائر، حيث اقترح علي مسؤلون بالجيش الجزائري منحي الجنسية الجزائرية بعد تعيني على رأس الفرقة العسكرية 28بسيدي بلعباس" يقول محمد البطيوي متحدثا عن جزء من سيرته بالجيش النظامي الجزائري التي أنهاها سنة 1967 لتبدأ مرحلة من المتاعب في مشواره وفي حياته التي ستنقلب رأسا على عقد بعد أن وجد نفسه في حيرة من أمره بين ولائه لوطنه الأم المغرب وعطفه على وطنه الثاني الجزائر.

ومن المعروف والمؤكد تاريخيا أن الجزائر كانت خلال هذه المرحلة من العقد الأول لاستقلالها تعيش على وقع الصراع بين عدة أجنحة لجيش التحرير للتفرد بالحكم، فكان الحاكمون في الجزائر يعمدون إلى تصدير هذه الخلخلة الداخلية إلى جيرانهم وخاصة إلى المغرب عبر إشعال فتيل صراعات وهمية معه من قبيل دق ناقوس الخطر فيما يتعلق بمطالبة المغرب بصحرائه الشرقية والتي ابتدأت جزئيا سنة 1963 بنشوب ما يعرف بحرب الرمال، أو عبر تحويل النزاع إلى صراع سياسي بين نظامين متناقضين، نظام جزائري يصنف نفسه ضمن محور الأنظمة الاشتراكية في مواجهة نظام مغربي ملكي دستوري متعدد الأحزاب اختار الرأسمالية نظاما سياسيا واقتصاديا، حيث كان الهدف الأساسي خلق جبهة داخلية موحدة ضد ما يصفونه بالخطر الأجنبي وإذابة الخلافات الداخلية على السلطة.

وكان في هذه المرحلة المخطط الجزائري يهدف إلى نقل الصراع مع المغرب إلى داخل كيانه عبر خلق ما يسمى بجبهة البوليساريو لإلهاء المغرب حول مطالبه فيما يخص أراضيه المغتصبة على الحدود الشرقية وإطالة أمد الصراع إلى ما لا نهاية.

"جاسوس" للمغرب بالجزائر

كان حكام الجزائر متأكدين بأن المغرب أصبح على مرمى حجر من استرجاع أقاليمه الجنوبية من يد المستعمر الإسباني، فبدؤوا يعدون العدة و الدسائس لمخطط المغرب المشروع في استكمال استقلاله منذ منتصف الستينيات من القرن الماضي، يقول محمد البطيوي الذي كان لا زال منخرطا بالجيش النظامي الجزائري: "كلفوني (أي الجزائريين) بتدريب قوات جزائرية للنزول إلى الصحراء المغربية غير أن رفضي لأمرهم دفعهم إلى عزلي من الجيش سنة 1967م".

"في هذه المرحلة اكتشفت بأن العسكر الجزائري يقوم بخلق جبهة مناهضة للوحدة الترابية للمغرب و أن له أطماع في التراب المغربي بالصحراء الشرقية، التي كان سكانها يقرون حين ذاك بمغربيتهم لجيش التحرير الجزائري، ففي استعراض عسكري نضم بعين صفرا احتفالا باستقلال الجزائر أحسست أن العسكر الجزائري يعد مخططا وقحا، حينذاك أدركت دماثة غدر الجزائريين لوطني الذي تركته حرا مستقلا لأجل مساعدتهم على استرجاع حريتهم" يضيف محمد البطيوي الذي ظل يعمل بحذر شديد ضمن جيش التحرير الجزائري وعينه على ما يخططون له من دسائس ضد وطنه المغرب إلى أن تم طرده من الجيش بعد أن رفض التعاون في طعن بلده من الخلف وبخناجر صديقة.

اتفق محمد البطيوي حينها بمعية رفيقيه محيو وحريث التوجه نحو السفارة المغربية بالجزائر العاصمة قصد اطلاع السفير المغربي هناك حول مؤامرة الجزائريين، غير أن السفير نصحهم بالتوجه إلى الرباط لإخبار السلطات المغربية هناك بالأمر، "وبمجرد أن وطأت أقدامنا مدينة وجدة اعتُقلنا من طرف الأمن المغربي قبل تسليمنا للجيش المغربي مكبلين بالأصفاد" يحكي محمد البطيوي بمرارة هذا الحادث الذي لم يكن يتوقعه بأن يجري كما جرى.

أوفقير يكشف البطوي للجزائر

بعد اعتقال البطيوي ورفيقيه من طرف الجيش المغربي بوجدة تم نقل المغاربة الثلاثة المعتقلين إلى الرباط وجرى عرضهم على أنظار الجنرال أوفقير ليبدأ مسلسل طويل من الاستنطاق وليتم إعادة تسليمهم إلى السلطات الجزائرية على الحدود مع مدينة وجدة حيث تسلمتهم قوات الأمن الجزائرية التي اتهمتهم بالتجسس لصالح المغرب ومحاولة اغتيال رئيس الجمهورية هواري بومدين، قالوا لنا يتذكر البطيوي "الجزائر لم تعد في حاجة إلى مساعدتكم"، وتم على وجه السرعة نقل المعتقلين الثلاثة نحو مدينة مغنية وهناك تعرضوا إلى شتى أصناف التعذيب والتنكيل حيث أسر أحد عناصر الأمن للبطيوي: "شوف كيف تدير مع أوفقير في الرباط" ففهم المعتقلون الثلاثة أن الجنرال أوفقير قد غدر بهم بعد أن أبلغ السلطات الجزائرية بفحوى الرسالة التي نقلوها إلى الرباط.

بعد مدينة مغنية تم نقل المعتقلين الثلاثة على تلمسان ومنها إلى مخفر الشرطة بالجزائر العاصمة حيث تم استنطاقهم والتحقيق معهم من قبل ضباط جزائريين قبل عرضهم على رئيس الجمهورية هواري بومدين معصبي العينين، تحدث له البطيوي قائلا: "نحن كلنا رؤساء، وأنا واحد من الأفراد الذين دافعوا من أجل استقلال الجزائر بعدما تركت أرضي وبلادي المغرب حرة ومستقلة".

بعد سنتين من التعذيب وبدون محاكمة وبعد إضراب طويل عن الطعام أحيل محمد البطيوي ومن معه على المحكمة العسكرية لسيدي الهواري في 27 يونيو 1970 بعد أن أوكلت له زوجته المقاومة التي كانت مستقرة بالجزائر محاميا لمؤازرته، وعند عرض البطيوي على المحكمة خلال جلسة الحكم النهائي، طالب البطيوي رئيس المحكمة بإعدامه جزاء له على جهاده في سبيل الجزائر، قائلا للقاضي "لا اقبل أن يحكم الجزائر مجرمون"، وكان البطيوي قد حاول قتل أحد عناصر المخابرات الجزائرية المزروعين في السجن بعد أن أقدم على إهانته واحتقاره.

وقد أصدرت المحكمة في حق محمد البطيوي حكما يقضي بحبسه لمدة خمس سنوات بتهمة التجسس لصالح المغرب وعدم الاعتذار لرئيس الجمهورية حين قال له في وجهه "نحن كلنا رؤساء"، و قد قضى العقوبة بسجن سيدي الهواري قبل أن يفرج عنه ويطرد في اتجاه المغرب مخلفا ورائه كل أملاكه من منزل وسيارة وأغراض شخصية راكمها بالجزائر، كل أملاكه استولى عليها الجزائريون بدون واجب حق بعد أن تنكروا لتضحياته الجسام في المساهمة والكفاح من أجل استقلال بلادهم بعد أن عارض مخططاتهم المغرضة لاستهداف المغرب
www.hespress.com

Le musée 16 novembre de résistance de Taounate, "une structure idoine pour préserver la mémoire nationale"

Le musée 16 Novembre de Résistance de la ville de Taouante, représente une structure idoine pour préserver la mémoire nationale et revaloriser l'histoire du Royaume, a affirmé le haut commissaire aux anciens résistants et anciens membres de l'armée de libération, M. Mustapha El Ktiri.

S'exprimant lors d'un meeting organisé lundi à la commune rurale Zrizer (province de Taouante) à l'occasion du 53-ème anniversaire du coup d'envoi des travaux de réalisation de la route Al Wahda, M. El Ktiri a fait savoir que la création de ce musée, vient s'ajouter aux multiples efforts et initiatives visant à préserver la mémoire nationale et à mettre en exergue l'épopée du Trône et du Peuple pour l'indépendance et l'unité nationale.

Et d'ajouter que ce musée constitue un véritable espace où sont exposées des pages de gloire écrites par les fils de la localité de Taouante et la région du nord du Royaume en général, dans leur lutte pour la défense de l'intégrité territoriale du Royaume et son indépendance.

Il a ainsi mis en exergue l'importance de cette structure offrant entre autres des services pédagogiques, éducatifs et culturels axés en premier lieu sur la préservation de la mémoire locale.

Cet édifice crée en 2008 par le haut commissariat en collaboration avec la commission de l'initiative nationale pour le développement humain (INDH) de la province de Taouante, englobe ainsi, un riche patrimoine de documents historiques et publications relatant le bravoure et les sacrifices consentis par les Marocains dans leur lutte pour l'indépendance.

Erigé en plein centre de la petite ville de Taouante, le musée 16 novembre comprend, Outre une grande salle d'exposition qui abrite des photos, des documents, des habits et des armes revenant à différentes étapes de la lutte nationale pour l'indépendance, une bibliothèque constituée de documents historiques, mémoires académiques, exposés historiques et publications du Haut Commissariat.

Le musée, qui a drainé au cours des trois derniers mois plus de 400 visiteurs, est doté également d'une vidéothèque, qui permet notamment à la population locale et aux touristes, de visionner des films documentaires sur l'histoire de la lutte nationale pour l'indépendance, les lieux où se sont déroulées les grandes batailles ainsi que des interviews avec d'anciens résistants et anciens membres de l'armée de libération.

Depuis la création en 2001 du musée national de la résistance et de l'armée de libération sur une superficie de quelque 1.000 m2,plusieurs musées locaux, provinciaux et régionaux ont vu le jour, notamment à Laâyoune, Smara, Dakhla, Sidi Ifni, Ouarzazate, Oued Zem,Taza, Safi, El Jadida, Khouribga, Bouarfa, Beni Mellal, Tétouan et Taza.

MAP

09/07/2010

53e anniversaire de la route de l'Unité Préservation des valeurs intrinsèques du patriotisme

Le 53e anniversaire de la route de l'Unité (Al-Wahda), représente une occasion pour préserver les valeurs intrinsèques du patriotisme et rendre un vibrant hommage à une jeunesse marocaine qui avait contribué à l'édification d'un Maroc moderne et démocratique, a affirmé le Haut commissaire aux anciens résistants et anciens membres de l'Armée de libération, Mustapha El Ktiri.
S'exprimant lors d'un meeting organisé lundi à la commune rurale de Zrizer (province de Taounate) à l'occasion du 53e anniversaire du coup d'envoi des travaux de réalisation de la route Al Wahda, M. El Ktiri a souligné que cet événement glorieux représente «une école de nationalisme», rappelant que ce vaste chantier lancé au lendemain de l'indépendance par le regretté souverain Mohammed V, a réuni, à l'époque (juillet-octobre 1957), quelque 12.000 jeunes marocains issus de différentes régions du Royaume, à leur tête le regretté souverain, feu S.M. Hassan II, alors Prince Héritier.

Et d'ajouter que la participation massive de ces jeunes nationalistes a donné un bel exemple d'un prodigieux élan de mobilisation des Marocains qui ont réussi à relever un défi historique en faisant preuve d'abnégation, du patriotisme et d'attachement aux valeurs sacrées de la Nation.

M. El Ktiri a, également, rappelé les grandes lignes du discours prononcé à cette occasion le 15 juin 1957 à Marrakech par feu S.M. Mohammed V, faisant savoir que ce grand chantier de l'époque s'inscrit dans le cadre des grands projets décidés pour consolider l'unité entre le Nord et le Sud du Royaume.

Il a par ailleurs souligné que le Maroc est entré de plain-pied dans une nouvelle ère, marquée par le lancement de grands chantiers visant à réaliser le progrès et le modernisme et prémunir la transition démocratique.

M. El Ktiri a, d'autre part, mis l'accent sur l'importance crucial du projet d'autonomie des provinces du Sud, qui préconise le règlement définitif au conflit artificiel du Sahara marocain, dans une démarche démocratique civilisée et moderne.

M. El Ktiri a saisi l'occasion pour mettre en exergue les sacrifices consentis par les populations de la ville de Taouante et des différentes régions du Nord du Royaume pour le recouvrement de l'indépendance du pays.

Ce meeting qui s'est déroulé en présence notamment du gouverneur de la province de Taouante, Mohamed Fettal, ainsi que de plusieurs membres de la famille de la résistance, d'élus, de représentants d'organisations de la société civile et d'autres personnalités civiles et militaires, a été rehaussé par un vibrant hommage qui a été rendu à une vingtaine de résistants de la région.

Des aides sociales et financières ont été également remises, à cette occasion, aux membres de la famille de la résistance de la région.

A Ghefssay (50 Km de Taounate), le haut commissaire aux anciens résistants et anciens membres de l'armée de libération a, à cette occasion, procédé à la pose de la première pierre d'un musée local avec un coût global de plus de 1 million de dirhams. Ce projet est financé par l'INDH, la commune de Ghefssay, le Conseil provincial de Taounate et le haut commissariat.

Au terme de ce meeting, il a été procédé également à Ghefssay à la levée du voile couvrant la plaque commémorative portant le nom de «Al Ghadira Zarka», un lieu où les résistants de la région ont mené une bataille au service de la défense de la souveraineté nationale.
Par MAP